وداعا هيثم أحمد زكى (ملف خاص) والهبوط الحاد في الدورة الدموية
استقبلته كلمات الشاعر صلاح جاهين لتزف إلى الدنيا مقدم هيثم أحمد زكى، وتهنئ والديه النجمين هالة فؤاد وأحمد زكى احتفالا فى سُبوعه: «الواد طالع زكى لأمه وأبوه يا ولاد..هيثم يوم ما تولد وقالوا لنا ده ولد، عرفت كل البلد»، رحيل درامى ينافس فى نهايته وتفاصيله جاذبية تقمص أبيه لأدواره المليئة بالكوميديا السوداء، مشوار قصير فى الفن، طويل فى معاناته وإحساسه بالوحدة مثل والده النجم الأسمر، الذى ورث عنه كاريزما وملامح ونبرة صوت ميزته كثيرًا، لكنها أسرته أيضا وظل حبيس المقارنة الدائمة معه، لم يستطع أن يُقدم موهبته كما أراد أو أن يتقمص أدوارا تشبهه، وبعيدة عن سطوة وإطلالة أحمد زكى، وحين بدأ يتحرر من تلك المقارنة، كان للقدر خيار آخر، وتوفى وحيدا فى شقته، لتُفجع وفاته جمهوره وزملاءه من الفنانين ممن اقتربوا منه ولمسوا إنسانيته قبل موهبته، وشهدوا حلمه بان يكون مختلفا و«مش شبه أبيه»، ومنذ أن بدأ مشواره الفنى عام 2006، بمشاهد فى فيلم «حليم» بعد رحيل والده الذى توفى بمضاعفات سرطان الرئة، ثم قام ببطولة فيلم «البلياتشو»، لكنه توقف عن العمل الفنى لثلاث سنوات قبل أن يعود عام 2010 من خلال مسلسل «الجماعة»، وتوالت أعماله ومنها «دوران شبرا»، الذى حصد بعده جائزة أفضل ممثل شاب و«السبع وصايا»، و«كلبش 2».
حضور فنى وشعبى فى وداع هيثم زكى
جنازة الفنان الراحل هيثم أحمد زكي بمسجد مصطفى محمود
من نفس المكان الذى شيع منه والده الراحل أحمد زكى، بمسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين قبل 14 عامًا فى جنازة شعبية مهيبة، شيع المئات جثمان الفنان هيثم أحمد زكى، الذى غيبه الموت عن عمر ناهز ٣٥ عاما، أمس، فى مسكنه بحى الشيخ زايد، إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية. وتوافد المشيعون على ميدان مصطفى محمود من أصدقائه وزملائه يتقدمهم نجوم الفن والمشاهير، وكانت المذيعة بوسى شلبى والفنانة هنا شيحة والفنان باسم سمرة من أوائل الحاضرين لتوديع الفقيد قبيل أذان الظهر، كما حضر الفنانون محمد هنيدى ومحمد إمام، ورشوان توفيق، والمخرج على بدرخان، ونهال عنبر، وطارق عبدالعزيز، والمنتج أحمد السبكى، وعدد من نجوم مسرح مصر. ومن أبناء جيله، تقدمت الفنانة ناهد السباعى المشيعين، والتى كانت فى حالة انهيار تامة، نظرا لارتباطهما بعلاقة صداقة قوية، كما حضر الفنانون إلهام شاهين وشقيقها أمير شاهين، وبسمة، ومحمد فراج، ودينا الشربينى، ومن أبناء الفنانين، حضر الفنان عمر مصطفى متولى، وأحمد عبدالله محمود. ومن مشاهير الرياضة، حرص على الحضور أحمد شوبير، ومحمد عبدالمنصف، حارس مرمى وادى دجلة، والذى حضر رفقة زوجته الفنانة لقاء الخميسى.
واكتظ مسجد مصطفى محمود بالمودعين والمصلين فى صلاة الظهر وصلاة الجنازة، حتى إن القائمين على المسجد اضطروا لمد وفرش عدد من السجاد خارج المسجد، لاستيعاب المشيعين.
وقال الفنان أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، إن سبب تأخر صلاة الجنازة، هو عدم تواجد أى من أهل أو أقارب الفنان الراحل لتسلم جثمانه.
ونعت د. إيناس عبدالدايم وزير الثقافة وجميع الهيئات والقطاعات النجم الشاب، وقالت إن القدر لم يمهله لاستكمال مشواره الفنى الذى بدأه بنجاح، مشيرة إلى أن فن الدراما المصرية فقد أحد أبنائه الواعدين. ونعى المركز القومى للسينما برئاسة د. سعاد شوقى وفاة «ذكى»، والتى أكدت أن الراحل على الرغم من صغر سنه، إلا أنه استطاع فى سنوات قليلة أن يؤدى العديد من الأدوار المهمة والمختلفة.
وتذكرت الفنانة ناهد السباعى، كلمات الراحل لها منذ الصغر حينما كان يقول دائمًا «أنا خايف أموت لوحدى فى البيت ومحدش يحس بيا» مضيفة أنها لم تُصدق وفاته إلا حينما ذهبت عند بيته، مشيرًة إلى أنه كان دائمًا يردد أنه يحس بأن موته سيكون وهو صغير».
وكشف الفنان محمد محمود عبدالعزيز، آخر لقاء جمعه بالراحل، منذ 15 يومًا، وقال: «غلبان ومحترم وحياته صعبة منذ طفولته، واستحمل كثير واتوجع كتير، وياما اتكلمنا على أبويا وعلى أبوه وكنا بنقول عمرنا ما هنكون ربعهم».
مات فى عُمر والدته وتقاسم ملامحه مع أبيه.. نهاية درامية للثلاثى
هيثم أحمد زكي
تشابهات كثيرة بين هيثم أحمد زكى وأبويه، الفنانة هالة فؤاد والفنان أحمد زكى، عاشها الفنان الشاب الذى ولُد فى الرابع من إبريل 1984، حيث فقد والدته الفنانة هالة فؤاد مبكرًا وهى فى الخامسة والثلاثين من عُمرها، ولم يكن يعلم أنه سينتهى به الأمر لتكون نهاية مسيرته الحياتية والفنية مثل أمُه شابًا، بينما تشابه مع والده الراحل أحمد زكى بما سماه أنهما ابتُليا بالوحدة، بينما رأى والده الراحل فى أحد أحاديثه أنه تشابه وابنه فى اللون والشعر، ليكون الثلاثة مشهدًا دراميًا انتهى بالآلام والحياة القصيرة. وكشف الفنان الراحل هيثم زكى، قبيل رحيله، مدى شعوره بالوحدة، ولم يمهله القدر خلال مشواره الفنى إلا بتقديم ما يقرب من خمسة عشر عملاً، والتى لم تُحقق طموحه الفنى كما كان يتمنى، حيث بدأها باستكمال مسيرة والده من خلال فيلم «حليم»، والذى يُجسد فترة شباب الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، إلى جانب والده الراحل، والذى قال إنه حالة استثنائية، وإنقاذا لموقف وفاة والده، ولم يحالفه الحظ به نتيجة للظروف وقتها، والذى جعله يغيب عن الساحة الفنية مدة 3 سنوات، جعلته يُصمم على الاستمرار والالتحاق بالعديد من كورسات التمثيل ليعود بقوة، لافتًا إلى أنه دفع ضريبة نجومية أبيه، مؤكدا أن من الجنون مقارنته به، لأن أباه نجم له تاريخ. واستكمل الفنان حياته الفنية بعدد من الأعمال، منها البطولة فى فيلم «البلياتشو»، ثم استكمل «كف القمر»، «الكنز»، ومن الأعمال الدرامية «الجماعة» كان ضيف شرف، و«دوران شبرا»، «الصفعة»، «إمبراطورية مين»، و«السبع وصايا»، «أستاذ ورئيس قسم»، «كلبش 2»، «علامة استفهام».
وعبر هيثم زكى، خلال أحد لقاءاته التليفزيونية، أنه دائمًا كان يحب أن يُثبت نفسه على قدر ما يستطيع حتى لا «يُقلد» والده، وعن نصائح والده له الدائمة التى كانت تتلخص فى أن يكون قويا طوال الوقت، وأنه ليس من الجيد أن يراه أحد ضعيفًا، وحينما يجده متأثرًا بشخصية فى أدواره يقول له عبارة «ابحث عن ذاتك، إنت عندك أحاسيس تهد الدنيا، وحافظ على نفسك».
تفاصيل الساعات الأخيرة: الوفاة طبيعية والعقاقير التى تناولها لـ«تقوية العضلات»
هيثم أحمد زكي
كشفت مصادر قضائية بنيابة الشيخ زايد، أمس، أن النتائج المبدئية لتشريح جثمان الفنان هيثم أحمد زكى، تفيد بأن الوفاة طبيعية، وأنه عانى متاعب صحية، مساء الأربعاء الماضى، ونقله أفراد الأمن العاملون بالكمبوند لأقرب صيدلية، وحقنه الصيدلانى حقنتين «مسكن آلام».
وقالت التحقيقات: إن المغص والتقلصات التى أصابت الفنان الشاب كانت نتيجة تعاطيه العقاقير ومقويات للعضلات، وأنه يوم إصابته بالإعياء كان عائدًا من «الجيم» ومرهقًا بسبب التمارين، وتناول جرعة زائدة من العقاقير التى تسببت فى إعيائه، وأشارت التحقيقات إلى أنه صدر قرار بتشريح جثمان «زكى» لأن الوفاة مرت عليها عدة ساعات، وكان لا بد من التأكد من عدم وجود شبهة جنائية وراءها. كانت نيابة أول وثانى الشيخ زايد صرحت بدفن جثمان الفنان الراحل، الذى عثر عليه وقد فارق الحياة، فجر الخميس، داخل شقته بالشيخ زايد. وانتقلت النيابة، بإشراف المستشار عبدالمجيد القصاص، لمشرحة زينهم، لمناظرة جثمان الفنان الشاب، وتبين عدم وجود إصابات ظاهرية بجسده.
وعاين إسلام شاكر، وكيل النائب العام، شقة الراحل، وتبين سلامة جميع منافذ الشقة، وعدم وجود بعثرة بمحتوياتها، وأن المتوفى يقيم بمفرده.
وتحفظ فريق التحقيقات على كاميرات المراقبة بالكمبوند، وبفحصها تبين صحة ما قاله أفراد الأمن، والذين أكدوا أنهم سألوا الفنان الشاب: «محتاج أى حاجة تانى؟»، فأجابهم: «محتاج أقعد لوحدى أرتاح»، وباتصالهم به فى اليوم التالى، للاطمئنان عليه لم يجب على اتصالاتهم، وزاد قلقهم مع حضور خطيبته وخالته، وأكدا عدم الإجابة على الاتصالات، ليبلغوا الشرطة، التى أخطرت النيابة لكسر باب الشقة، ليتم العثور على الجثمان بأرضية الحمام.
وقالت إنجى سلامة، خطيبة الفنان الراحل، للنيابة، إنها اتصلت به كثيرًا، ولم يجب عليها، يوم وفاته، واتصلت بالشرطة هى وخالته، لتخطر النيابة لكسر باب الشقة، وعثر على جثمان الفنان الشاب بأرضية الحمام، وقد فارق الحياة. وأشارت خطيبة زكى إلى أن الأخير كان مريضًا قبل أيام وتوجه لأحد الأطباء، ويوم وفاته قلقت عليه، عقب تكرار اتصالها عليه دون إجابة.
طارق الشناوى: لم يعش أبدًا فى جلباب أبيه
هيثم أحمد زكي
«لم يعش أبدًا فى جلباب أبيه» هكذا وصف الناقد طارق الشناوى، الراحل هيثم أحمد زكى، مضيفًا أن مرات قليلة جمعته معه وتبادلا الحوار الدافئ، مشيرًا إلى أنه تنبأ له بمستقبل مشرق لأنه يريد أن يُصبح فقط هيثم، وكان دائمًا يعلم أن أحمد زكى نسخة واحدة فى الدنيا لا تتكرر. وأشار إلى أن بدايته فى فيلم «حليم» مع المخرج شريف عرفة، وضعته فى بؤرة الضوء ولكنه كان منعزلاً عن الدنيا والوسط الفنى ولم تأت الخطوات التالية له بقدر التوقعات، كما أعاده شريف عرفة للسينما من خلال فيلم «الكنز» لتصبح إطلالته الأخيرة، واختتم الشناوى حديثه: «وداعًا هيثم الذى لم يعش أبدًا فى جلباب أبيه».
" ======================================================= "
" انتهى الاعلان او الموضوع او الخبر "
خبير سيو تواصل معي : خبير سيو
ميز اعلانك من هنا : اعلان رابط نصي دو فلو على منتديات هندسة بلا حدود 5$ فقط لشهر واحد - متجر خدمة لي
اعلان مميز : امتلك متجر الكتروني احترافي مع منصة استقل
خدمات تحسين سيو المواقع
" فضلا وليس امرا شارك الموضع مع الجميع عبر المواقع لتعم الفائدة "