كورونا رسالة ربانية لإيقاظ الغافلين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد .
من فوائد حبسة الدار احتسابا منا في نيل الاجر من الله
في الإمثال لطاعة ولي الأمر هذه تأملات استخلصتها بدقة،
على أنني تمحصتها جيداً من بعض أمهات الكتب لدي !!
خلق الله عز وجل الإنس والجن ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا
وشرع شرائعه وبعث رسله عليهم الصلاة والسلام وجعل
الدنيا محل الابتلاء فقدّر فيها وجود الإسلام والكفر والطاعة
والمعصية والسنة والبدعة والخير والشر والصحة والمرض
والغنى والفقر والراحة والشقاء الخ .
فنحن في هذه الدنيا في ابتلاء وامتحان قال تعالى :
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ).
واعلموا -بارك الله فيكم- أن الله لم يتركنا هملاً بل بيّن
الحق وأمرنا باتباعه وبيّن الباطل وأمرنا باجتنابه وهدانا
النجدين وسيمتحننا في كل ما شرعه لنا وأمرنا به ليميز
منا الخبيث من الطيب .
واعلموا -وفقكم الله- أن الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره
ركن من أركان الإيمان وله مراتب أربعة :
مرتبة العلم ومرتبة الكتابة ومرتبة المشيئة ومرتبة الخلق
فلابد للعبد أن يؤمن أن ما يقع في الدنيا من خير أو شر
إنما يقع بعلم الله ويؤمن أنه مكتوب وقوعه قبل أن يخلق
السماوات والأرض ويؤمن أنه بمشيئة الله فما شاء كان
وما لم يشأ لم يكن ويؤمن أن الله خالق كل شيء و خالق
الخلق وخالقٌ لأفعالهم ..
وأهـل الجـاهلـية كانوا يعتـقدون أن الأمـراض كالجـرب
والجذام تنتقل بالعدوى بطبعها دون أن يربطوا ذلك
بقضاء الله وتقديره ؛ فجاء النبي عليه الصلاة والسلام
مصححا لمعتقدهم فنفى تأثير العدوى بنفسها وربط
الأمر بقضاء الله وقدره ، فإن شاء الله جعل العدوى سببا
وإن شاء لم يجعلها ، حيث قال عليه الصلاة والسلام :
(لا عدوى ولا طـيرة ولا هامـة ولا صــفر ). فقال رجـل :
يا رسول الله ! الإبل تكون صحيحة مثل الظباء، فيدخلها
الجمل الأجرب فتجرب !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فمن أعدى الأول ؟ ).
يعني أن المرض نزل أول مرة بقضائه وقدره دون عدوى
وانتقل بعد ذلك بقضــائه وقـــدره بالعـدوى ؛ فالعدوى
ليست هي الفاعلة المؤثرة بنفسها بل إن تقدير الله هو
الفاعل ، وما هي إلا سبب إن شاء الله قدّر نزول المرض
دونها وإن شاء قدر انتقاله بها أو إن شاء لم يقدّر انتقاله !
..
وعليه فإن في انتشار وباء كورونا هذا ابتلاء من الله لعباده
في قوة الإيمان به وصدق التوكل عليه وسرعة الإنابة إليه
؛ يبتليهم ليستخرج منهم أنواعا من العبادات قصّروا فيها
أو غفلوا عنها . قال تعالى :(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك
فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون).
فهاكم بعض العبادات التي سيستخرجها الله منا ويبتلينا
فيها بعد انتشار هذا الوباء عافانا الله وإياكم منه :
1- عبودية الصبر على الضراء . فالله يبتلي عباده بالسرّاء
لنشكر ويبتليهم بالضراء لنصبر ! قال تعالى :(إنما يُوفّى
الصابرون أجرهم بغير حساب).
2- احتساب الأجور وتكفير السيئات .
قال ﷺ :(عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك
لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له،
وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له).*
3- معرفة أنه كلما زاد البلاء زاد الثواب .
قال النبي ﷺ *(يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى
أهل البلاء الثواب، لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض).
4- معرفة أن الحمّى وهي إحدى أعراض كورونا سبيل عظيم
للنجاة من النار .قال النبي ﷺ للصحابي الذي كان يعاني
من الحمى والسخونة الشديدة :
(أبشر إن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في
الدنيا ليكون حظه من النار في الآخرة ).
5- ردّ العبد إلى ربّه ومحاسبته نفسه وتذكيره بمعاصيه
وإيقاظه من غفلته . قال تعالى :
(وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ).
وقال تعالى : (فما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
ويعفو عن كثير ).
6- معرفة أن مرض المؤمن المحتسب تزكية له عند الله بمحبته
ورفعة لدرجته . فقد جاء في الحديث :(إن عظم الجزاء مع
عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ).
7- معرفة مراحل التمحيص الثلاثة للمؤمن الذي لم يتب
وهي مرحلة الدنيا ومرحلة البرزخ ومرحلة الحشر ومن أراد
الله به خيراً عجّل له بالعقوبة في الدنيا فهي أخف المراحل
وأهونها ! قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم :
(إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد
بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة ).
وكذا روى عبادة بن الصامت قال : كنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في مجلس فقال :
(تبايعوني على أن لا تشــركوا بالله شيئا ولا تـزنــوا ولا
تسرقوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق فمن
وفَّـى منكم فأجره على الله ومن أصــاب شــيئا من ذلك
فعوقب به فهو كفارة له ومن أصاب شيئا من ذلك فستره
الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه).
8- معرفة أن ما يصيب الكفار من مرض أو جوع أو خوف
أو فقر أو غيره إنما هو تعجيل لهم في العقوبة .قال تعالى:
(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
9- التعلق بالله والتوكل عليه واللجوء له بالأدعية المأثورة
والأذكار النافعة وهي عبادة غفل عنها الكثير وقت الصحة
والرخاء فيوفق بالتزامها من أراد الله به خيراً ويحرمها
الغافل الجاهل البعيد عن الله فيصاب باليأس والقنوط
من رحمة الله قال تعالى :(ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
10- تذكر نعمة الصحة والعافية التي ألفناها وتعودنا
عليها فنسينا أن نشكر الله عليها ، قال تعالى :
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
هذه بعض ما يسّر الله لي بيانه وإلا فإن المتمعنّالحادق
والمتبصر الحصيف في هذه الأزمة ، سيجد من الفتوحات
الربانية ما يزيده إيمانا ويقينا بحكمة الله وقدرته ..
هذا ونحن ولله الحمد مازلنا نرفل بالصحة والعافية ومازال
حلم الله علينا ورحمته بنا ضافياً علينا .
أسأل الله العفو الكريم الرحمن الرحيم أن يديم علينا نعمه
ويزيدنا من فضله ويعفو عنا ويعافينا ويصرف عنا غضبه
ومقته وبأسه إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم !
" ======================================================= "
" انتهى الاعلان او الموضوع او الخبر "
خبير سيو تواصل معي : خبير سيو
ميز اعلانك من هنا : اعلان رابط نصي دو فلو على منتديات هندسة بلا حدود 5$ فقط لشهر واحد - متجر خدمة لي
اعلان مميز : امتلك متجر الكتروني احترافي مع منصة استقل
خدمات تحسين سيو المواقع
" فضلا وليس امرا شارك الموضع مع الجميع عبر المواقع لتعم الفائدة "