حتى تجار "البالة" والتصفيات يشتكون...الركود يطال الملابس المستعملة رغم الأعياد وعودة المدارس!
حتى تجار "البالة" والتصفيات يشتكون...الركود يطال الملابس المستعملة رغم الأعياد وعودة المدارس!
جفرنيوز - شهد سوق "بالة التل”، متنفس الفقراء، تراجعا ملحوظا في حركة الشراء الشهر الماضي، رغم توقعات أصحاب المحال بارتفاع مبيعاتهم اليومية خلال فترة عيد الأضحى وعودة المدارس.
وأكد هؤلاء التجار أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يطال الركود الاقتصادي تجارتهم للملابس المستعملة "البالات” والتصفية الأوروبية والأميركية التي بالعادة ما تكون ملاذ الفقراء في المناسبات لأسعارها الزهيدة بالنسبة للسوق.
ويطالب التجار، الجهات الحكومية، بـ”إيجاد حلول جذرية لإنعاش تجارتهم التي تعتمد عليها الأسر الفقيرة والطبقة الوسطى من موظفي القطاعين العام والخاص”.
ويقول صاحب إحدى البسطات في "البالة” محمد أحمد "إن حركة الشراء في سوق "البالة” حاليا ضعيفة مقارنة مع السنوات الخمس الماضية”. وأضاف "دخلنا الشهري بالكاد يسد متطلبات حياتنا المعيشية”.
وقال "إن قطعة الملابس تباع بسعر منخفض فضلا عن العروض (اشتر قطعتين والثالثة مجانا) لتشجيع الناس على الشراء وتحريك عملية البيع لدينا”.
وأكد صاحب محل "بالة” وهو بسام أبو سيف "أن إقبال الناس جيد بشكل عام في ظل الركود الذي يشهده قطاع الملابس في الأسواق التجارية”، قائلا "اللي بيرضى بعيش”.
وبين الأربعيني أبو سيف أن البضاعة الموجودة في السوق تتناسب بصورة كبيرة مع احتياجات الناس ومتطلباتهم من ناحية الجودة والأسعار المنخفضة والتي هي في متناول الجميع، في ظل ثباتها مقارنة بأسعار الملابس الجديدة والحقائب المدرسة وألعاب الأطفال.
"أحب أن أظهر بملابس أنيقة وبسيطة وفي الوقت ذاته أوفر على أهلي ثمن ملابس جديدة، ولذلك كل شهرين أو أكثر أغوص بين البسطات وألتقط ملابسي”، بحسب ما تقول الطالبة الجامعية عرين خالد، التي تتابع قائلة "فرحتي تكتمل عندما أجد ماركات عالمية وألوانا جميلة، فالبالة جميلة تجعل جميع الطبقات الاجتماعية متساوية”.
أما الموظف في إحدى الدوائر الحكومية خالد حسين، فيجد في سوق البالة منقذا له في تلبية احتياجات أسرته المكونة من 7 أفراد، لا سيما أن راتبه الشهري بالكاد يكفي إيجار منزله ومواصلاته وطعامه اليومي.
"ليس عيبا أن يتوجه أي مواطن هربا من شبح الأسعار والضرائب الحكومية إلى سوق البالة”، حسب قول الموظف حسين الذي أكد "جودة الملابس والأحذية الرياضية والرسمية التي يدوم استهلاكها لسنوات طويلة، وتفرح أطفالنا بتكاليف مالية منخفضة”.
"تنقذنا أسعار البالة من الغرق في ديون شخصية، في ظل عدم توفر سيولة مادية مع الموظفين”، وفق المعلم صالح ذيابات الذي يقول "إن البالة تحقق حلم اقتناء أكبر عدد ممكن من الملابس والأدوات التي يحتاجها أولادي، خاصة في الفترة الحالية مع بدء العام الدراسي الجديد والمدارس”.
وبدوره، أوضح الخبير المالي والاقتصادي الدكتور موسى اصبيح "أن الأردن يعيش في حالة ركود شديدة، بسبب العجز الكبير في ميزانية المدفوعات، وميزانية الدولة، مما يجعل الحكومة غير قادرة على التحكم في الدورة الاقتصادية الوطنية”.
وبين، أن حالة الركود الشديدة التي يعيشها الأردن، جعلت الأسواق تعود لما يسمى في علم الاقتصاد لمواطنها الأصلية (مركز السوق)، بالإضافة إلى ازدهار السلعة المستعملة لتخفيف الضغط المالي على الأفراد.
وقال "إن الطبقة متوسطة الدخل التي تمثل 30 % من نسبة المجتمع الأردني تعد المحرك الرئيس للأسواق، لكنها الفئة الأكثر تأثرا بفرض الضرائب أو أي ضغوطات اقتصادية، مما يؤدي الى تراجع مستوى رفاهيتها ولجوئها لسوق البالة لشراء الملابس بأسعار أقل”.
وتوقع اصبيح أن يتدهور سوق الملابس وسوق "البالة” خلال السنوات المقبلة، خاصة المحال البعيدة عن مركز السوق، بسبب الضرائب العالية وارتفاع أسعار الإيجارات أو خلوها وانخفاض إقبال المواطنين عليها.
واقترح اصبيح تحريك عملية الركود الاقتصادي في الأسواق من خلال عمل استراتيجية لمحاولة التغيير الجذري في المفاهيم الاقتصادية للدولة؛ إذ إن الحكومة تعاني من مشكلة كبيرة في السياسة المالية، من بطالة وبطالة مقنعة، كما أنها غير قادرة على المصاريف الرأسمالية التي تحرك الاقتصاد. وشدد على أهمية خفض نسبة الضريبة وتشجيع الاستثمار، بالإضافة لعمل استثمارات دائمة تكون من خلال تنشيط الجانب السياحي في الدولة وبالتالي انتعاش اقتصادها ككل
الغد
" ======================================================= "
" انتهى الاعلان او الموضوع او الخبر "
خبير سيو تواصل معي : خبير سيو
ميز اعلانك من هنا : اعلان رابط نصي دو فلو على منتديات هندسة بلا حدود 5$ فقط لشهر واحد - متجر خدمة لي
اعلان مميز : امتلك متجر الكتروني احترافي مع منصة استقل
خدمات تحسين سيو المواقع
" فضلا وليس امرا شارك الموضع مع الجميع عبر المواقع لتعم الفائدة "